الأربعاء، 29 مارس 2017

مصر نصدر لها (الآثار) الفرعونية وتصدر لنا (البرتقال الفاسد)

ذلك ليس صيداً في الماء العكر – وتعكيراً للعلاقات السودانية المصرية التي تبدو هذه الأيام في حالة من الضعف والوهن والعكر.
وإنما ذلك تنبيه وعرض للأشياء كما هي من أجل أن تجري المياه في مجراها الطبيعي.
العلاقات السودانية المصرية إن لم تقم علي التكافؤ والاحترام والتقدير يبقي لا جدوى منها.
ليس مطلوباً من الجانب السوداني أن يكون دائماً هو الذي يتنازل ويسامح ويسمو فوق الجراحات وتفاهات الإعلان المصري.
العلاقات السياسية لا تبني علي  (أنت الكبير) و(أنت العاقل).
في أخبار صحف الأمس- هذه الأخبار التي تؤكد أن السودان يقدم (الطيب) ويقدم له (الخبيث).
الأخبار لم يختر لها هذا المسار وإنما جاءت علي هذا النحو في صحف مختلفة من  أجل الاعتبار (صدفة).
في صحيفة (الانتباهة) أمس هذا الخبر:
(أحبطت مباحث شرطة المرافق والمنشات عملية تهريب وبيع قطعة أثرية نادرة يرجع تاريخها إلي الحضارة الفرعونية وهي عبارة عن (رأس ملك) لصالح جهات مصرية.
وأبلغت مصادر شرطية (الإنتباهة) أن القطعة تم عرضها من قبل المتهم بمبلغ (250) ألف جنبه، بعد العثور عليها بأحد مناقب التعدين الأهلي  شمال دنقلا، وأضافت المصادر أنه بعد توفر معلومات بنشاط مجموعة لها علاقة بجهات خارجية تعمل علي تهريب وبيع الآثار، تم تشكيل فريق رصد ومتابعة ميدانية وبإشراف نيابة أمن الدولة تم نصيب كمين للمتهم أسفر عن ضبط المسروقات وكشف الجريمة، حيث مواجهة المتهم ببلاغ رقم (32) تحت المادة (31) آثار بنيابة أمن الدولة، وتحويل القطعة الأثرية للجهات المختصة).
وفي نفس اليوم الذي نشر فيه هذا الخبر في (الإنتباهة) نشر أمس في صحيفة (التيار) هذا الخبر:
(أبادت إدارة مكافحة التهريب بالولاية الشمالية بالتعاون مع الهيئة السودانية  المواصفات والمقاييس والجهات  ذات الصلة الاثنين الماضي، أبادت (4،5) أطنان من البرتقال المصري المحظور تم ضبطها وإحباط محاولة تهريبها إلي البلاد الأسبوع الماضي، بحضور والي الشمالية علي العوض محمد موسي، وشملت الإبادة عدداً من حبوب الترامادول المخدرة.
وتمت عملية الإبادة في منطقة دلقو والمحس والبرقيق، وشملت بجانب البرتقال نحو (450) ألف حبة مخدرة تم ضبطها أخيراً، وكانت وزارة التجارة الخارجية قد أصدرت أخيراً قراراً بإيقاف استيراد  الخضروات والفاكهة والأسماك من مصر بشكل مؤقت، إلي حين اكتمال الفحوصات المعملية والمختبرية وذلك لضمان السلام العامة في البلاد).

هذه الأخبار تغنينا عن التحليل فليس هناك أصدق من الحدث والواقع.
هكذا هي مصر في السنوات الأخيرة، نمنحها النيل والآثار الفرعونية العتيقة والصادرات الزراعية الجيدة وأغنيات محمد وردي، وتمنحنا البرتقال الفاسد والحبوب المخدرة ورقصات سما المصري وصافيناز.
وأنا علي قناعة بأن نصف الآثار المصرية تم تهريبها من السودان، فتاريخ هذا البلد مهمل ومنهك ومستباح.
كثيراً ما أسال نفسي: لو لم تكن العلاقات السودانية المصرية هذه الأيام تشهد تدهوراً هل كان يمكن أن نصل إلي تلك الحالات التي ضبطت فيها تلك التجاوزات.
لو كانت لعلاقات بين السودان ومصر جيدة كانت كل هذه التجاوزات مرت مرور الكرام، ولو من باب (المسامح كريم) و (مصر يا أخت بلادي).
كنا سوف نأكل برتقال مصر الفاسد بطيب خاطر.. وكنا سوف نسمح بتهريب آثارها الفرعونية.
ها العمود لا علاقة له بتصريح السفير البريطاني الذي قال فيه2017م عام الفرص للسودان).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق