الثلاثاء، 24 يناير 2017

قطاع الشمال ... المبعوث الأمريكي يزيح قناع المتاجرة

في حالة نادرة انتقد المبعوث الأميركي المنتهية ولايته إلى السودان وجنوب السودان دونالد بوث، رفض الحركة الشعبية قطاع الشمال المتمردة ضد حكومة الخرطوم للمقترح الإنساني الذي تقدمت به بلاده، وشدد على أنها يجب أن تضع مصلحة شعبها أولًا وليس طموحها السياسي.
وأضاف بوث في كلمة ألقاها في معهد السلام الأميركي، الأربعاء، ينبغي أن نحرص على ألا نضع الحركة الشعبية المتمردة في السودان في مكانة رفيعة ليست محل شك، ومن المهم أن نتوخى الحذر تجاه من نتعامل معه. وتابع "جدت أن بعض زعماء المعارضة السودانية، خاصة المسلحة منها على أتم الاستعداد لتجاهل مصالح ومنافع المواطن العادي من أجل مطامحهم السياسية الطويلة".
برفضه المقترحات الأمريكية لايصال الاغاثة الانسانية إلى مناطق وجود قوات الحركة الشعبية، يكون ذلك أوصل رسالة للعالم مفادها بأنه مصر على الامعان في انتهاك حقوق الانسان وانه يرفض مبدأ الحوار والأمن، ومع ملاحظة أن قطاع الشمال اتخذ المواطنين رهائن ودروعا بشرية، ولم يتح لهم فرصة مغادرة ثكناته، بل لم يفسح لهم مجالا للزراعة والرعي لكفاية أنفسهم في هذه المناطق الخصبة، مع كل ذلك فإن قطاع الشمال يضيف إلى هذه المآسي شروطا جديدة لتحويل شريان الاغاثة الانسانية وحرية الحركة، لدعم قواته بالسلاح والذخائر ونقل جنوده وقادته من منطقة إلى أخرى تحت ستار الاغاثة، كما شهدنا على أكبر حملة لامداد التمرد بالسلاح في تجربة شريان الحياة، ولذلك يرفض الخضوع للمبادئ الانسانية والمواثيق الدولية، وقواعد المنظمات الانسانية، ويبتدر منظوراً مغايراً يتسق ورؤاه. في السابق اختار قطاع الشمال مناطق لنقل المساعدات إلي المنطقتين هي دولة أثيوبيا ومنطقة “أصوصا” ومدينة جوبا ولوكوشيكو في ” كينيا ” .وهذه المناطق لا يوجد أي منطق لإختيارها، بالنسبة لجوبا معلوم الوضع المرتبك الموجود في جنوب السودان وكذلك الإغاثة التي تذهب الي الجنوب من السودان تأتيهم عبر البحر الأحمر، وفيما يختص بأصوصا فهي تقع شرق أثيوبيا فإن المواد الغذائية التي تصلها تأتي أيضاً عبر البحر الأحمر، وأما إذا جاءت الإغاثة عبر كينيا لابد من عبورها عبر المحيط الهندي الى ميناء “ممبسا” ثم يتم نقلها عبر الطيران الى المنطقتين.
فالمنطق يقول أن المناطق التي تم إختيارها تعتبر بعيدة جغرافياً ومكلفة من ناحية إقتصادية إضافة الى أن إدخال المساعدات من الخارج فيها إنتهاك لسيادة السودان بسبب أن الطيران يدخل المناطق المتضررة دون إذن الحكومة السودانية إضافة الي ذلك أن قطاع الشمال لم يبدي أسباب مقنعة للوساطة الأفريقية لإختياره الممرات بنقل الإغاثة، وذكروا أنه لا بد من حل الجيش السوداني وتذويبه وتكوين جيش وطني إضافةً الى تكوين جيشين في الفترة الإنتقالية.
وقطاع الشمال بموقفه هذا إنما يحاول تعقيد الأزمة حول مقترح الحكومة لإيصال المعينات الإنسانية، فتعنت قادة التمرد ورفضهم لمقترح الحكومة أدى إلى تعطيل وصول المعينات الإنسانية، في وقت لا ينبغي ألا تكون المساعدات عقبة في الوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب وحرمان المواطنين من تلقي المعينات، وبهذا يؤكد قطاع الشمال بأنه يقوم بتنفيذ أجندة دون مراعاة لمعاناة المواطنين.وأن قادته يعملون تحت وصاية جهات لا تريد الاستقرار للسودان ويمنعون المواطنين من تلقي المعينات والعلاج.
عموما فإن وجود أجندة خفية للرفض المستمر والمغلظ قادة قطاع الشمال للمقترح الأمريكي ومن قبله الافريقي ومقترح الخرطوم يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك تحليل منطقي لهذا الرفض حول عدم نقل الإغاثة مما يعني ذلك أن هناك أجندة خفية من هذا الرفض ، وبالمقابل فإنه لا يوجد منطق أيضاً لإختيارهم المناطق التي إقترحوها ما لم تكن هناك أجندة خارجية يحتفظون بها ويسعون لتنفيذها وإطالة أمد الحرب التي يسترزقون من عائداتها. إذا فقطاع شمال ياسر عرمان، لا تهمه معاناة أهل المنطقتين وتضحياتهم، وظهر ذلك من بياناته وتصريحاته الرافضة للدخول أو الاستمرار في أي عملية تفاوضية وصولاً لسلام ينهي معاناة مواطني المنطقتين ويحقق تطلعاتهم في العيش الكريم رغم التوقيع على خارطة الطريق الأفريقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق