الثلاثاء، 24 يناير 2017

حرص وغزل أمريكي!!

استوقفني حالة الغزل للقائم بالأعمال الأمريكي "استيفن كوتسيس" تجاه السودان، وهو يقول إنه لا يستطيع أن يصف سعادته برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، كأنه يقول لنا إن الحال لم يكن يعجبه خلال الفترات الماضية إلي أن حل علينا الفرج.
القرارات الأمريكية الأخيرة مؤكد أنها ليست مجرد قرارات اقتصادية فحسب، وهذا ما أشارت إليه الخطوات اللاحقة التي أعقبت القرار.
واحد من الانعكاسات الإيجابية للقرار هو إعلان القائم بالأعمال الأمريكي أول أمس نية بلاده الضغط علي الحركات المسلحة والمعارضة للانضمام لعملية السلام، وإشارته إلي حق الحكومة في الرد علي أي هجوم يقع عليها من الحركات المتمردة دفاعاً عن النفس، وبذلك تكون واشنطن قد فوقت عليهم فرص التربص بالحكومة وجرها إلي خيار إطلاق النار لإعادة البلاد إلي المربع الأول.
أيضاً من إفرازات القرار ما رشح ترتيب الاتحاد الأفريقي للتحقيق من وجود متمردين من السودان داخل دولة الجنوب، رغم أن الخرطوم تحدثت مراراً عن هذا الانتهاك، إلا أن الاتحاد الأفريقي كان يقف مكتوب الأيدي، لكنه الآن وبعد القرار الأمريكي نجده يهرول نحو إجراء تحقيق عن وجود حركات مسلحة سودانية داخل جوبا، والأغرب من ذلك أن وزير الدفاع الجنوب سوداني الجنرال "كوال ميانق" هو من كشف عن هذه الخطوة خلال تصريحات أوردتها صحف الأمس، كأنما لأول مرة يسمع بوجود حركات سودانية سالبة داخل بلاده.
أيضاً ما تسرب للصحف، أمس عن وجود تقرير أمريكي كشف بشكل واضح عن وجود تواصل مبكر بين الحكومة وإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" وهذا يسير في اتجاه حالة الرضا الواسع للقرار من قبل كل الدوائر الأمريكية النافذة.
انعكاسات عديدة فرضتها القرارات الأمريكية، ومن الواضح أنها جميعاً تصب في اتجاه دعم القرار، وتمدد آثاره في نواح مختلفة، والتأكيد علي أن ما تم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية مدعوماً بنفوذ الكونغرس ليس مجرد قرار اقتصادي بحت وسحب، بل هو قرار يحمل العديد من الفوائد، علي رأسها تحقيق السلام وحدوث حالة من الاستقرار بجانب أن علاقة مستقبلية مع الولايات المتحدة الأمريكية ستمضي إلي الأمام.
يبدو أن الكل كان ينتظر الولايات المتحدة لتقول كلمتها في رفع الحظر الاقتصادي.
مبروك للسودان مجدداً كل التداعيات الايجابية لهذا المكسب الكبير، والأمريكان يبدون أكثر حرصاً هذه المرة علي تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في السودان..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق