الثلاثاء، 24 يناير 2017

حسبنا الله ونعم الوكيل..

الانقاذ انجزت اعمالاً كبيرة وهي محاصرة بقوى التجمع.. منذ اليوم الأول لإعلانها عن نفسها صبيحة الثلاثين من يونيو 1989م..
حاصرتها قوى الأحزاب السياسية صاحبة المصلحة الأولى في استمرار المهازل التي كانت تجري تحت أبصارهم.. ومشغولة بالتمرد الذي اشتدت سواعدها وتلقت العون والدعم السياسي واللوجستي من قوى الأحزاب التي تجمعت بالقاهرة وكونت مجموعة (التجمع الوطني)، فانتقلت الانقاذ في خضم ذلك إلى العديد من العواصم بحثاً عن سبل السلام مع حركة التمرد المتعنتة، وكذلك التجمع الذي كان يحركها الحزب الشيوعي وبقية الاحزاب اليسارية.. ورغم كل ذلك لم تتكسر ولم يتوان قادتها ولم تلن لهم قناة.
مضوا في طريقهم، طريق السلام والتنمية والاستقرار وعند توقيع اتفاقية السلام في ظل الضغوط والوعود البراقة من القوى العظمى بإعمار ما دمرته الحرب بعد التوقيع على اتفاقية السلام في نيفاشا، وقبل ان يجف الحبر الذي كتبت به الاتفاقية اشتعلت الحرب في دارفور ابتداء من جبل مرة في مؤامرة غادرة فاجأت الناس بقيادة عبد الواحد محمد نور الذي يتخذ من باريس مقرا له ويرفض جميع النداءات والعروض لكي ينضم الى قافلة السلام.
وفي ظل ذلك غدر بنا المصريون باحتلال مثلث حلايب وشلاتين لعلمهم بأن السودان مشغول بالحروب الدائرة باطرافه، وكانت حكمة القيادة جعلت الايادي لا تمتد الى البنادق.. بل ان السودان ومنذ نيله استقلاله من الحكم الانجليزي المصري (الثنائي) لم يحسب ولم يتوقع أن يأتيه الضرر عبر حدوده الشمالية. لذا كان التركيز على الحدود الشرقية والجنوبية (كينيا.. يوغندا.. والكنغو وأفريقيا الوسطى وشاد وليبيا في اقصى الشمال الغربي).
وقد تمكن السودان من معالجة جميع الاضرار التي جاءته من الجهات الاخرى منها انفصال الجنوب، فصارت الحدود الجنوبية مع جنوب السودان (دولة واحدة) ومؤمنة باتفاقيات ثنائية مع شاد ومع اثيوبيا، كذلك بعد ذهاب نظام منقستو البائد وتبقى ثغرة حلايب وشلاتين التي لجأ فيها السودان للتحكيم الدولي في مقابل استخدام نظام حسني مبارك اسلوب الغدر والاحتلال، ولا ندري ربما تقودنا بعض تصرفات القوات المصرية مع مواطني السودان على الحدود الى مواجهة مسلحة في نهاية المطاف، لأنها متصاعدة ومتحركة لداخل الاراضي السودانية طوال الحدود من الشرق والى الغرب تجاوزاً للقانون الدولي وتحدياً للسيادة الوطنية السودانية (وما مطاردة المعدنين)، والقبض عليهم ومصادرة ممتلكاتهم وعرباتهم ومحاكمتهم بالسجن إلا مشهد واحد من مشاهد البحث عن عود كبريت يشعل نيران الحرب بين الشعبين الشقيقين، وهو أمر لا نريده نحن شعب السودان ولا شعب مصر.
والتسريبات والمعلومات التي صدرت في أعقاب رفع أمريكا للعقوبات التجارية والاقتصادية على السودان من تأخر المصريين رسمياً مشاركة السودان الفرحة بذلك كانت أقوى دليل على انهم فضلوا البكاء على اللبن المسكوب عن تقديم التهنئة للسودان على شطارة دبلوماسية الحوار التي قادت الامريكان الى الاقتناع بضرورة رفع العقوبات الجائرة على الشعب السوداني..
ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل.. لا حول ولا قوة إلا بالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق