الخميس، 19 يناير 2017

(6) أشهر فرصة للحكومة وللمعارضة أيضاً

قال القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى السودان استيفن كوتسيس, خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر السفارة الأمريكية في ضاحية سوبا أمس الأول, إنه بإمكان إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ,التراجع عن رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان بعد ستة أشهر حال لم يلتزم السودان بالاشتراطات الخمسة المتفق عليها، وأكد ان رفع العقوبات بدأ أمس الثلاثاء ويشمل كل العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد عدا السلاح.
هذه التصريحات وذلك الأمر, يعني أن تعطي الحكومة للستة أشهر القادمة اهتماماً خاصاً للحصول على مخالصة نهائية لرفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية.
لا معنى للتقليل من فترة الستة اشهر القادمة، لا ينقص ذلك من قيمة القرار الامريكي الاخير شيئا ...الحكومة يجب ان تتعامل بهذا العقلية.
القائم بالأعمال الامريكي بالخرطوم ألمح بل أشار بوضوح الى ان رفع العقوبات يتعلق بالسلام الداخلي في السودان ومع دول الجوار وقال ان تسوية الأزمة السودانية يتم عبر الحوار.
هذا إعلاء واضح لقيمة الحوار.
يفرض ذلك على الحكومة ان تبسط المزيد من الحريات وان تكون أكثر مرونة في الحوار، وأكثر قبولا له، فهي سوف تكون تحت العين والاختبار طوال الـ (6) أشهر القادمة.
يجب ان تنتبه الحكومة السودانية لكل تحركاتها وكل تصريحاتها وتصرفاتها حتى لا تجرها المعارضة السودانية إلى ما يعكر صفو الود الأمريكي للحكومة السودانية الذي ظهر مؤخرا.
المعارضة السودانية قد تستفز الحكومة السودانية كي ترتكب بعض (الحماقات) التي يمكن ان تكون محسوبة عليها.
لذلك انتباه الحكومة السودانية وحذرها أمر غاية في الأهمية ..خاصة ان المعارضة أصبحت تلعب على الإبقاء على العقوبات.
الدبلوماسية السودانية العمل المطلوب منها في الـ (6) أشهر القادمة هو أكبر وأعظم من العمل الذي كان منها قبل ذلك لرفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان.
الـ (6) أشهر القادمة ..فترة مهمة لا يقبل فيها الخطأ ولا الانفعال ولا حتى (السهو).
مطلوب أن تتحلى كل الوزارات في الفترة المقلبة بروح وزارة الخارجية، كل الوزارات مطلوب منها ان تكون في (دبلوماسية) وزير الخارجية إبراهيم غندور بما في ذلك وزارة الداخلية ووزارة الدفاع.
نحن الآن في مرحلة - (الدبلوماسية) شرط أساسي فيها.
اعتقد أن الحكومة بعد معاناة (20) عاماً وبعد الحصول على قرار رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان قادرة على ان تحافظ على ما حصلت عليه من (ود) و(مرونة) من الحكومة الأمريكية.
لن يعجز الحكومة أن تحافظ على ذلك المكتسب شريطة توحد الخطاب الحكومي وتوقف السباق نحو الفوز بغنيمة القرار الأمريكي ليحسب لجهة أو لشخص دون الآخر.
المكاسب الشخصية لن تقودكم إلّا للوراء.
إذا اعتبرنا ان الـ (6) أشهر القادمة هي فترة امتحان لاختبار صدق الحكومة السودانية وجديتها في الإصلاح والحوار ..فإن الـ (6) أشهر القادمة سوف تكون الفرصة الأخيرة للمعارضة السودانية.
المعارضة السودانية ايضاً عليها ان تستغل هذا القرار لصالحها بدلا من تبخيس القرار أو السخرية من فرحة الحكومة السودانية به.
الحزب الشيوعي كان ذكيا وعميقا وكبيرا عندما رحب بقرار رفع العقوبات.
هكذا يجب أن تتعامل الأحزاب المعارضة مع هذا القرار.
المعارضة السودانية يمكنها أن تجد الحكومة هذه الأيام اكثر شوقاً للحوار وأكثر صدقا وقناعة به – عليها ان تستغل ذلك الأمر.
إذا تجاوزت الحكومة السودانية اختبار الـ (6) أشهر دون تقرب المعارضة لها – لن يكون للمعارضة السودانية دور أو وجود بعد ذلك.
لذا دعونا نصل في الـ (6) أشهر إلى حوار حقيقي ووفاق تام، يجعل الوطن أكثر استقرارا وأكثر سلاما ورخاء.
كوب القرار الأمريكي الأخير ليس فيه نصف فارغ ...حتى ننظر إليه.
إيجابيات قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية أعظم للمعارضة من سلبياته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق