الاثنين، 16 يوليو 2018

ربع طن من الذهب في قبضة الأمن السوداني!

في عملية نوعية لا تنقصها المهارة و الذكاء تمكنت ادارة الامن الاقتصادي بجهاز الامن او المخابرات السوداني من إحباط تهريب 245 كليو جرام من الذهب الخاص تفوق قيمتها (9 مليون دولار) . العملية التى أثارت اعجاب السودانيين قاطبة تمت في معبر منطقة (الجيلي) باتجاه الشمال في الطريق البري المؤدي لولاية نهر النيل شمالا وهو طريق بحسب خبراء أمنيين في العاصمة الخرطوم الذي يتيح الوصول اما للميناء اقصى شرق السودان، بمدينة بورتسودان الساحلية ؛ او إلى الطريق المفضي إلى المعبر المؤدي إلى جمهورية مصر العربية، و في كل الاحوال هو معبر يتيح عددا من الخيارات السهلة لمن ينجح في اجتازه خارجاً من العاصمة الخرطوم .
الكمية المضبوطة والتى يخلب مرآها الأنظار والقلوب قامت بضبطها قوة من جهاز الأمن السوداني اثر معلومة تم التعامل معها واستخدامها بطريقة احترافية بحيث لم تدع منفذاً للجناة للإفلات او استخدام خطة بديلة او حتى التراجع عن العملية.
وتفيد متابعات (سودان سفاري) هناك ان عنصر التوقيت كان عنصر حاسم للغاية أجادت القوة المكلفة بالضبط استخدامه بصورة مثالية. فقد كانت الكمية المهربة محمولة على عربة بوكس دبل كاب موديل 2016 على متنها 4 أشخاص.
سبائك الذهب جرى إخفاؤها داخل صندوق السيارة وتحت القلبية البلاستيكية السوداء حتى يبدو للعيان ومهما كانت دقة او مهارة النظار إليها انها مجرد تلبيسة بلاستيكية عادية ليس تحتها شيء ناهيك عن أن يكون تحت كل هذا الكنز الذهبي الثمين.
ويقول خبراء اقتصاديين ان الكمية المضبوطة تقارب الريع طن وهي تفوق قدرة انتاج شركة واحدة او شخص واحد. فيما قالت وزارة المعادن في السودان ان الكمية تعادل انتاج 5 شركات امتياز كبيرة لمدة 6 اشهر .
و قد بلغ من خطورة العلمية و أهميتها و الأثر الداوي الذي أحدثته في السودان ان مدير جهاز الامن السوداني الفريق صلاح عبدلله، عقد مؤتمراً صحفياً جرى الإعداد له على عجل و دعيت له الصحف ووكالات الأنباء لعرض وقائع الحادثة وشرح أبعادها. ذلك إن السودان الذي ظل يعاني ويكابد تعقيدات اقتصادية صعبة في ظل امتلاكه لموارد اقتصادية ضخمة، هو في واقع الامر ضحية لبعض الجهات و الاشخاص الذين يتلاعبون بموارده على هذا النحو، فالكمية التى ضبطت كمية مهولة بكل المقاييس وهي تفقد هذا البلد كل هذا العائد المادي من العملةا لصعبة بهذه البساطة بحيث يجد السودان نفسه مجرد معبر لمثل هذه الموراد النفيسة، تخرج منه و تذهب إلى الخارج دون ان يستفيد منها شيئاً.
مدير جهاز الامن السوداني أعاد التأكيد في المؤتمر الصحفي على إرادة الرئاسة السودانية و جديتها في مكافحة الفاسد والقضاء على المفسدين، و كان واضحاً من نبرات صوته و تأكيداته القوية ان جهاز الأمن السوداني يتولى مهمة القضاء على الفساد بالتعاون مع الاجهزة الشرطية و القضائية بأقصى درجات الحزم و الجدية، مؤكداً على يقظة جهاز الامن وامتلاكه للمعلومات وقربه الشديد من البؤر التى تعبث بإقتصاد السودان، أنها لن تلفت منه أبداً!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق