الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

انخفاض أسعار العملات.. مكاسب للاقتصاد السوداني

يبدو أن انخفاض سعر صرف الدولار أمام الجنيه السوداني في السوق الموازي في السودان مثل ضربة قاصمة لكثير من المضاربين والمتعاملين في سوق العملات الاجنبية وهناك بعض الفئات عبرت عن قلقها إزاء الانخفاض الكبير للأسعار خاصة المغتربين تخوفوا من تراجع سعر صرف الدولار والعملات الأجنبية أمام الجنيه مبررين بأنه سوف يحدث ضرراً كبيراً بتحويلاتهم داعين إلى إجراءات تسهم في خفض أسعار المواد الاستهلاكية وغيرها من أراضي وعقارات في السودان لأن أسرهم الممتدة تقيم في السودان أو أبنائهم يدرسون في الجامعات السودانية.
كذلك من الفئات التي باتت تستشعر خطر انخفاض الدولار فئة المصدرين حيث باتت تجارتهم تعاني من قلة الأرباح نسبة لجنيهم حصائل الصادر بالعملات الأجنبية التي تنخفض قيمتها يومياً ويشكون أيضاً من ارتفاع أسعار السلع المحلية وخدماتها اللوجستية التي يقوموا بتصديرها وأنها لم تنخفض بنفس معدل الهبوط في سعر الدولار.. كذلك شكا بعض منقبي الذهب من الإنخفاض المتوالي لأسعار الذهب نسبة لارتباطها الوثيق بأسعار الدولار مقابل الجنيه..
لكن السؤال الذي يبحث الناس عن إجابته لماذا إنخفضت أسعار الدولار؟.
أسباب كثيرة لعل أبرزها إنفراج العلاقات السودانية الخليجية بعد التباعد بين الخرطوم وطهران فيما لم تصدر أي تصريحات رسمية سودانية عن المكاسب المحققة من ذلك.. كذلك الإنتاج الغزير للذهب عبر التنقيب الأهلي بات يرفد خزائن بنك السودان باحتياطيات مقدرة من العملات الأجنبية أيضاً ارتفاع صادرات السودان المختلفة من مواشي ومحاصيل نقدية جعل الميزان التجاري يتقارب مما خفض الضغط على العملة ومن الأسباب أيضاً الزيادة الكبيرة في أعداد المغتربين السودانيين في أقطار الدنيا مما جعل تحويلاتهم عبر الوسائل المختلفة تنساب بصورة كبيرة وساهمت بفعالية في زيادة العرض من العملات مما أدى للإنخفاض الأخير في سعر صرف الدولار والعملات المصاحبة. كذلك يشير البعض أن هنالك ركوداً عاماً يضرب قطاعات تجارية واسعة وتكدس الأسواق والمخازن بالسلع المختلفة وقلة السحب تشكل أيضاً عاملاً محفزاً لاستقرار سعر الصرف، وهنالك حزم من الإجراءات الاقتصادية أصدرها بنك السودان المركزي في الشهور الماضية مثل منع تمويل السيارات والعقارات من البنوك التجارية ساهمت بصورة فعالة في كبح جماح التضخم وأدت للإنخفاض المتوالي لسعر العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني.
وعزا خبراء اقتصاديون ومصرفيون أسباب انخفاض الدولار في الفترة الأخيرة لموسم الحج الى جانب زيادة الطلب في عمليات التحوط مما ادى الى انخفاض الدولار نتيجة الأدوات المباشرة وذهب الخبير المصرفي عبد الله الرمادي إلى أن أسباب انخفاض الدولار ناتج لتوفر العملات الاجنبية من المغتربين الذين قدموا الى البلاد في فترة العيد مما أدى إلى ركود وكساد عام في الاقتصاد وانعكس على انخفاض السلع الاخرى في الاسواق وقلل الطلب على الدولار تزامناً مع ارتفاع المعروض من الدولار بوصول أعداد كبيرة من المغتربين لقضاء فترة العيد وقال ليس هنالك أي مسببات مرجعية حقيقية ادت الى انخفاض الدولار وتوقع الرمادي ارتفاع الدولار مرة اخرى إالا اذا تدخلت الدولة ووفرت العملات الاجنبية وطرحها بالاسواق لتنافس السوق الموازي، وذهب الخبير الاقتصادي دكتور محمد الجاك في حديثه ل (الإنتباهة) قائلاً: على الدولة أن تقلل من نفقات السفر الى المؤتمرات الدولية للعاملين لتخفيض سعر الدولار إلى جانب فك الحصار الاقتصادى الذي يواجه البلاد الآن خاصة صعوبة التعامل مع المصارف الاجنبية مما يمكن لانخفاض سعر الدولار مشيراً لتراجع الطلب على الدولار داعياً الدولة الى زيادة الصادرات وتخفيض أسعار مدخلات الانتاج لتحقيق المزيد من الاستقرار في سوق النقد وأكد مصدر فضّل حجب اسمه أن سعر الدولار واصل الانخفاض وبلغ سعر البيع 20و8 جنيه والشراء إلى 25و8 جنيه والريال السعودي سجل سعر البيع أمس 2200 جنيه والشراء في حدود 2180 إلى 2190 جنيهاً وقال ان هذا الانخفاض شمل اليورو والجنيه الاسترلينى اللذان تراجعا بصورة مخيفة جدا وعزا الانخفاض المستمر فى السوق الموازي ناتج من سياسات بنك السودان المركزي بجانب وصول اعداد كبيرة من المغتربين في فترة العيد للبلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق