الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

موازنة 2016 ... بشريات الاقتصاد القادمة

تعد ميزانية الدولة للعام 2016 التي أودعت منضدة البرلمان الأفضل في تاريخ السودان حيث تشمل أكبر برنامج للدعم الاجتماعي لم تشهده موازنة الدولة في تاريخها. فموازنة العام 2016 ستكون الافضل اذا ما قورنت بموازنة الاعوام السابقة ، فلم تحمل رفع الدعم من اي من السلع الاستراتيجية ، بل وتبشر بزيادة في النمو والانتاج ، وهو ما بشر به رئيس الجمهورية في خطابه في فاتحة دورة البرلمان الجديدة واردفه في مخاطبته للمؤتمر التنشيطي للحركة الاسلامية.
وجاء إعداد موازنة الدولة للعام 2016 انفاذا لتوجيهاته خاصة فيما يتعلق بالاستمرار في الالتزام بالبرامج الأساسية المتمثلة في الرعاية الصحية الأولية والتعليم الأساسي والمياه وزيادة الإنتاج.حيث تخاطب الموازنة قضايا وهموم المواطن السوداني وأتت في ظل العديد من "البشريات" التي يتوقع أن تحدث انفراجا في الاقتصاد السوداني لتحقيق نمو في الدخل القومي يفوق 6%.
واهم بشريات الموازنة انها ستبقي على دعم السلع الاستراتيجية كالوقود والكهرباء والقمح والادوية وهى تمثل (13%) من الدعم الحكومي ، بجانب خلوها من أي زيادات في الضرائب والجمارك ، بما يعني ان العام 2016 لن يشهد زيادات في اسعار هذه السلع الاستراتيجية او اي سلعة تتأثر بزيادة الضرائب ورسوم الجمارك.. ومن البشريات المهمة التي حملتها ملامح الموازنة انها ستشهد زيادة في دعم الشرائح الضعيفة من مائة الف اسرة في العام 2015 الى (600) الف اسرة من خزينة الدولة ، بما يقلل من معدلات الفقر وسط المجتمع وهو مؤشر واضح لاهتمام الدولة بالشرائح الضعيفة والفقيرة ، هذا بجانب الاستمرار في كفالة (230) ألفاً من الطلاب الفقراء في التعليم العالي ، الموازنة ايضا لم تغفل الجوانب الاجتماعية الاخرى حيث خصصت لها نحو( 20%) من اجمالي الاعتمادات ، وهو دعم في تقديري سيسد الفجوة التي ربما تأثرت بها بعض القطاعات الضعيفة في المجتمع بما يحدث التوازن الطبقي الاجتماعي . وحملت الموازنة بشريات ايضا بزيادة في الايرادات بلغت نحو (5/67 ) مليار جنيه بمعدلات نمو بلغت (10%) ، وبينما يقدر اجمالي المصروفات بنحو (3/66% ) مقارنة ب (4/57% ) في العام 2015 بمعدل زيادة قدرها (11%) ، وزادت ميزانية التنمية بنسبة ( 45%) مقارنة بالعام 2015 ، كل هذه بشريات تؤكد ان العام القادم الافضل على الرغم من التحديات التي تواجه البلاد.
وأقرت موازنة العام الجديد توفير العلاج المجاني للأطفال ومرضى السرطان والكلى والعمليات القيصرية بجانب الاستمرار في توسعة التغطية الصحية الأولية بالإضافة لتخصيص أموال كبيرة تم رصدها للتعليم الأساسي من الإيرادات الذاتية والتمويل الخارجي بما يمكن من إتاحة التعليم لكل أطفال البلاد. وبشرت الموازنة بزيادة الانتاج سواء في المنتجات البترولية او الزراعية ، وقد عقدت الحكومة عدة اتفاقيات مع شركات اجنبية للتنقيب في البترول واستخراجه بجانب الاستمرار في تنقيب الذهب والمعادن الاخرى ، وسيشهد العام القادم بحسب التخطيط اهتماما اكبر بالقطاع الزراعي لزيادة الانتاج من المحاصيل الزراعية وبالتالي زيادة معدلات الصادرات من المنتجات الزراعية . وميزانية العام الجديد تستحق الاحتفاء لأنها شملت دعماً مقدراً لقطاع مهم ظل الاهتمام به قليلاً مقارنة بغيره، وهو دعم القطاع الزراعي التقليدي وهو الذي تعتمد عليه الدولة في كل الصادرات النقدية ممثلة في السمسم والفول السوداني والصمغ العربي، وهو قطاع ظل يدعم هامشياً اذا نظرنا لدعم الدولة للزراعة المروية والقطاع الحديث المنظم، وهو دعم لا يتوقف عند الإعفاءات الجمركية لمدخلات الإنتاج الزراعي، بل يتعداها الى تسهيلات في منح المشاريع الزراعية والاراضي وغيرها من وسائل دعم وتسهيل..
على كل علينا النظر بعمق في مفردات موازنة العام 2016 م وما تحمله من بشريات وتوقعات والضرورة أن تبسط للشعب السوداني وهي موازنة فيها جهد في ظروف اقتصادية قاهرة يعانيها العالم ونحن جزء منه نتأثر مثلنا وبقية دول العالم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق