الاثنين، 23 نوفمبر 2015

الحوار الوطني.. بحث الاقتصاد وتطبيع العلاقات

متغيرات كثيرة وتفاعلات يومية ومطلوبات مرحلية تحيط  بمشروع الحوار الوطني  السوداني داخل لجان الحوار الست العاملة في قاعة الصداقة للشهر الثاني علي التوالي بالتوازي مع التطورات المهمة الجارية علي صعيد المفاوضات التي تجري حالياً بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين الحكومة وحركات دارفور والحركة الشعبية قطاع الشمال، لوضع حد لأزمات البلاد  التي قد يطول انتظار حلها  إذا لم تتوصل الأطراف إلي نقطة تلاق حول الموضوعات المطروحة، فيما تنشط كيانات كثيرة مجتمعية وفئوية لدعم وإسناد الحوار الوطني، وفي غضون ذلك عكفت أمس ثلاث لجان (الاقتصاد، السلام، والوحدة، وقضايا الحكم وإنفاذ مخرجات الحوار) علي مزاولة أعمالها الراتبة والمستمرة بقاعة الصداقة، وذلك طبقاً  للجدولة الجديدة التي أعلنتها الأمانة للحوار الوطني الأيام الماضية، والي ذلك، شهدت قاعة الصداقة أمس جولة من القيادات النسوية للأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني للحوار الوطني، واللائي أعلن عن قيام حملة نسويه لإسناد ودعم عملية الحوار من خلال اللجنة العليا للحملة النسائية القومية.
لقاء الرئيس
وتقدمت نساء من الأحزاب السياسية المختلفة لإسناد ودعم الحوار الوطني عبر لجنة عليا للحملة النسائية القومية لدعم وإسناد الحوار الوطني، حيث تحدثت د. آمنة ضرار رئيسة اللجنة، وقالت إن هذه الحملة تعني بالقيادات النسائية من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وقيادات في العمل الطوعي لإنجاح الحوار بمشاركة كل نساء السودان في هذا الحديث التاريخي.
وأضافت آمنة ضرار خلال المنبر الإعلامي بقاعة الصداقة أمس بأن اللجنة جاءت إلى قاعة الصداقة لمتابعة عمل اللجنة بالحوار ومن ثم مقابلة الأمين العام للحوار الوطني من أجل دعم وتعزيز هذا الحوار.
وتابعت: قدمنا للأمين العام عدة مقترحات لدعم الحوار الوطني.
وأشارت آمنة ضرار إلى أن اللجنة ستلتقي باللجنة التنسيقية العليا لآلية الحوار الوطني (7+7) وأيضاً ستلتقي برئيس الجمهورية من أجل وضع خطة حول كيفية دعم إسناد الحوار الوطني.
السودان أولاً
ومن جانبها، قالت د. إخلاص وداعة الله (إخلاص قرنق) عضو اللجنة، إن هذه اللجنة تتكون من مختلف نساء الأحزاب السياسية، وأضافت، التقينا لمصلحة الوطن خلال هذا الحدث التاريخي الحوار الوطني، بجانب أن اللجنة رفعت شعار (السودان أولاً).
وتابعت: ندعو الأحزاب السياسية والحركات المسلحة التي لم تشارك في الحوار الوطني إلى الالتحاق بهذا الحوار من أجل السودان.
وأوضحت إخلاص خلال المؤتمر الصحفي الذي أقامته اللجنة بالمنبر الإعلامي بقاعة الصداقة أمس، أن اللجنة جلست مع الأمين العام للحوار الوطني، بالإضافة إلى إن اللجنة لديها حملة نسائية كبرى لدعم إسناد الحوار الوطني ولقاءات مع آلية الحوار الوطني، وأشارت إلى أن اللجنة لديها فروع ومحاور لوحدة نساء السودان، وقات إخلاص إن الحملة وضعت خطة لإسناد الحوار بمشاركة كل المجتمع السوداني.
آراء اقتصادية
وحول تفاصيل عمل اللجان بالحوار الوطني وأعمالها خلال يوم أمس، عملت لجان (الحكم وإنفاذ مخرجات الحوار، الاقتصاد، والسلام والحدة)، حيث قال آدم عبد المولي حماد ممثل حزب الدستور بلجنة الاقتصاد، إن اللجنة راجعت المحضر السابق وأضافت الملاحظات التي لم تضف في الجلسة السابقة، وان الجلسة السابقة كان فيها مقترح بتكوين لجنة لصياغة النظام الاقتصادي الذي تريده اللجنة، ولكن لم يتم الاتفاق من الأعضاء حول الأعضاء الذين يمثلون اللجنة التي بدورها تقوم بصياغة النظام الاقتصادي.
وأضاف حماد أمس بأن النقاش جار لاختيار اللجنة، وأشار إلى أنه ظهرت تخوفات كثيرة من الأعضاء فيما يخص تكوين اللجنة نفسها والراجح إن الاختيار يكون من مجموعة متخصصة في علم الاقتصاد لمعرفتهم به.
وأكد أن دور اللجنة يقتصر على تلخيص حوارات اللجنة من مفاهيم علمية تقدم للنقاش حول الاقتصاد.
واعتبر حماد إن هناك نوعاً من عدم الثقة بين الأعضاء حول أعضاء اللجنة التي بدورها تقوم بصياغة النظام الاقتصادي.
وحول طرح حزبه في اللجنة قال حماد إن رأينا يقوم على تطبيق النظام الاقتصادي المختلط مع الأخذ في الاعتبار خصوصية الدولة السودانية، واعتبر انه نظام مختلط بين (الرأسمالي والاشتراكي) بمراعاة المجتمع الذي سيسقط فيه هذا النظام، وأبان أنه قدمت أمس ورقتان من الأحزاب للجنة.

الزراعة وأحاديث التطبيع
من ذات لجنة الاقتصاد، تحدث عبد الرحيم حسن أحمد ممثل حزب العدل والمساواة جناح السلام باللجنة، وقال أن الأعضاء باللجنة تحدثوا أمس عن مشروع الجزيرة ودار النقاش حول كيفية العمل علي أعادة تأهيله كما في السابق، وأضاف بأن الحكومة أهملت المشروع بسبب استخراج البترول.
وأضاف: نحن الآن في حاجة ماسة إلي هذا المشروع، وأيضاً اللجنة ناقشت محور الثورة الحيوانية ونوة  أحمد في المنبر الإعلامي بقاعة الصداقة أمس إلي  أن هناك مشاكل في دارفور وكردفان مصدرها الزراعة والمراعي، وطالب أحمد بضرورة فتح مسارات المراعي حتي يتمكن الرعاة من توفير الأكل للحيوانات دون التدخل في أراضي الغير.
وطالب احمد بتأهيل أبناء الرعاة حتي يجدوا حظهم في التعليم، وأيضاً تناولت اللجنة محور التصنيع والصناعة أهدرت من الدولة بسبب ارتفاع كلفة الضرائب والجمارك بجنب الكهرباء وهذا في ما يلي المحور الصناعي، فيما تحدثت اللجنة عن المحور السياسي الاقتصادي العام وتناول الأعضاء أن الاتفاق الحكومة أصبح عالياً، ورأي أن هذه الحكومة تقوم علي الترضيات وأضاف: "كلما ينشطر حزب  سياسي إلي ثلاثة أو أربعة أحزاب كل واحد يريد شيئاً من السلطة والحكومة بدورها تقسم الأموال للأحزاب"، واعتبر أن كمية كبيرة من المال تصرف في الظل الحكومي لذلك دمر الاقتصاد السوداني، وقال أحمد إن علاقات السودان الخارجية ضعيفة جداً، وطالب بتطبيع علاقات السودان مع إسرائيل، وقال إن كل الدول العربية تطبع مع إسرائيل، وتساءل: لماذا لا نطبع مع إسرائيل.
وأكد أنه لابد من توحيد أهل  السودان دون فرقة بسبب التنمية، وطالب الأحزاب بالتنازل قليلاً من أجل السودان.
الزراعة بدلاً عن البترول
وأيضاً قال علي محمد علي ممثل حركة الأخوان المسلمين باللجنة الاقتصادية خلال المنبر الإعلامي، أنه تقدم بورقة تحدثت عن محورين أحدهما التحديات الاقتصادية، وآخر محور الحلو من الأزمة الاقتصادية ومن بعد وضعت الورقة توصيات، وتناولت الورقة ووضعت الورقة مخرج  للزراعة والماء بدلاً عن البترول، واعتبر علي الورقة التي قدمها بها محاور لمحاربة الفساد الذي استشري في البلاد، وخلصت الورقة إلي توصيات منها سن قوانين لمحاربة الفساد والعمل بشفافية، بجانب أنه لابد من التقليل في الإنفاق وإقامة التنمية والاهتمام بالبحوث العلمية ووضع ميزانية من الدولة للبحوث العلمية، وختم حديثه بالقول أن هناك قوانين تحتاج لمراجعة.
التنسيق التام
ومن الجان التي عملت أمس، لجنة قضايا الحكم وتنفيذ مخرجات الحوار، وقال فيصل مكاوي ممثل حزب الوسط الإسلامي في لجنة قضايا الحكم وإنفاذ مخرجات الحوار، أن نقاش اللجنة كان حول محورين (الدستور ومستويات الحكم)، وأضاف في حديثه أمس بأن أعمال اللجنة تسير وفق ما هو مخطط لها وأن هناك تنسيقاً تاماً بين كل اللجان، وأوضح أن روح التفاؤل تسود الجميع.
وقال: نأمل أن تكون مخرجات الحوار الوطني قريباً في حلول مشاكل السودان.
وعن الأوراق التي طرحتها الأحزاب والحركات المشاركة بالحوار للجنة أمس، قال مكاوي إن هناك أربع أوراق قدمتها أحزاب وجلها تناولت نظام الحكم ومستوياته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق