الثلاثاء، 5 مايو 2015

السودان ومصر.. استئناف الحياة الاقتصادية والتجارية بعيداً عن السياسة

افتتاح معبر اشكيت قسطل رسمياً بواسطة النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب هو بمثابة خطوة جديدة في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين التي كانت قد تأثرت كثيراً بالمزاج السياسي، وايضا تأثرت كثيراً لعدم وجود طرق مسفلتة تربط مباشرة بين جنوب مصر وشمال السودان والآن ومن هذه الأيام يمكن أن نقول زال المعوق الأول بعد الافتتاح الأخير في العلاقات السياسية بين البلدين بعد زيارات الرؤساء المتكررة لكل بلد والآخر لذلك نحن نتفاءل ونطمح كثيراً في أن يكون افتتاح المعبر الحالي هو خطوة جيدة ناجحة في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الشقيقين والأزليين بعيداً عن التعقيدات السياسية وعدم الثقة وبعيداً ايضا من التعقيدات الإدارية والتجارية لعبور السلع والشاحنات التي تضيع وقت التجار وأصحاب الشاحنات، فالشعب في وادي النيل قد مل (التعقيدات) في العلاقات طيلة العقد الماضي الذي ظلت فيه العلاقات تتذبذب ما بين (التوتر) و(الانفراج) فما تتوتر إلا وتنفرج وما تنفرج إلا وتتوتر مرة أخرى وهكذا دواليك فالانفراج الحالي الذي تعيشه العلاقات السياسية والاقتصادية ترجو شعوب وادي النيل أن يكون انفراجاً إلى الأبد لا يعود مرة أخرى إلى عالم التوتر وهذا لن يتم إلا بالابتعاد عن التعقيدات السياسية.
ان النظر في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين مجدها تصب في مصالح مصر أي بمعنى أن الميزان التجاري بين البلدين يصب في صالح مصر فحسب احصائيات المرور عبر المعبر فأن هناك حوالي 50 شاحنة يومياً تمر عبر المعبر من الجانب المصري إلى السوداني تحمل السلع الصناعية المصرية من الأدوية والأواني المنزلية ومواد البناء والأحذية والملبوسات، بينما يعود نفس عدد الشاحناتمن السودان إلى مصر محملاً بالسلع السودانية التي لا تنافس السلع المصرية بأي حال من الأحوال عدا اللحوم والمواشي، فسلع مثل السمسم والحبوب والكركدي واللب والسنمكا لا تنافس من حيث القيمة السلع المصرية ولا من حيث الكمية والحجم، فالميزان التجاري يميل لصالح مصر سواء عبر المعابر الجديدة أو عبر الشلاتين والعبيدية لذلك وجب على وزارة التجارة الخارجية السودانية وعلى السلطات الولائية في الولاية الشمالية مراعاة فروق الميزان التجاري ونوعية السلع المصدرة ويجب عليها استغلال الخطوة الجديدة بفتح المعابر لتحسين نوعية السلع المصدرة ويجب عليها استغلال الخطوة الجديدة بفتح المعابر لتحسين نوعية السلع المصدرة لى مصر ولابد للسودان من تصدير سلعه الصناعية والتحويلية إلى مصر لخلق (ندية) في التبادل التجاري عبر الحدود، فالسوق المصرية تحتاج إلى سلع مشتقات النفط وتحتاج إلى سبائك الذهب وتحتاج الى سلع الصمغ العربي المصنع والى الزيوت النباتية والى الصناعات التحويلية والتصنيع الزراعي والجلود المصنعة كل هذه المنتجات يمكن أن يوفرها السودان لمصر ويمكن لمصر أن تستوردها من السودان بدلاً عن دول أخرى وبأسعار زهيدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق