الثلاثاء، 26 مايو 2015

هل تنجح الدبلوماسية الشعبية في رفع الحصار الاقتصادي؟!

منظمات المجتمع المدني المهمومة بقضايا الاقتصاد السوداني ، لها جمهور كبير في حلحلة مشاكل السودان والتي عجزت عنها الدبلوماسية التقليدية في الحراك الدبلوماسي الشعبي الذي بدأ منذ اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف ويتواصل الآن في الخرطوم بلقاء الخبير المستقل لحقوق الإنسان والذي جاء من جنيف إلى الخرطوم للتحدي عن موقف السودان والمشكلات التي يواجهها والشيء الذي يدعو إلى الفخر هو أن إدارة مركز دراسات المجتمع قد قام بتمليك الخبير المستقل كل المعلومات عن الآثار السالبة للحصار الاقتصادي الأمريكي على شعب السودان ولم يركز المركز على الآثار الاقتصادية للحصار بل تعداها إلى الآثار السالبة على الشرائح المختلفة للمجتمع السوداني الأطفال والنساء والفقراء من العجزة والمعاقين، ولم يترك شاردة ولا واردة أحصاها ووضعها أمام الخبير المستقل وذلك في حفل عشاء فخيم عكس كرم الشعب السوداني، وأنا لم أورد هذا المثال تعد دبلوماسية الشعبية عبثاً بل قصدن منه أن ألفت النظر إلى الفائدة العظمي التي سوف يجنيها الوطن إذا ما كان الخبير أميناً مع نفسه وطرح كل الآثار السالبة للحصار الاقتصادي على شعب السودان على مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف في اجتماعه المقبل، لأن الأخير له تقارير دورية يرسلها إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك وبموجب ذلك يخاطب الأمين العام بان كي مون الإدارة الأمريكية حتى تصل التنظيمات السودانية إلى آذان الحكومة الأمريكية ثم الكونغرس، فالموضوع هو بمثابة الأهمية وأن صوت منظمات المجتمع المدني وصوت الدبلوماسية الشعبية له آذان صاغية تسمعه وتثق فيه أكثر من صوت الحكومات وإن الحكومة الأمريكية والأمم المتحدة تثق تمام الثقة في شكاوى منظمات المجتمع المدني على مستوى العالم وليس السودان فحسب، لذلك فإن اجتماع منظمات المجتمع المدني السودانية مع الخبير المستقل في الخرطوم سوف تكون له نتائج في غاية الأهمية وربما تؤدي إلى نتائج ملموسة في المستقبل القريب.
أضف إلى ذلك فقد كشفت الأخبار المسربة أن السفارة الأمريكية في الخرطوم قد قدمت الدعوة إلى عدد من المنظمات المجتمع المدني لتكوين وفد يسافر إلى واشنطن لمقابلة المسؤلين الأمريكيين في الإدارة التنفيذية وفي الكونغرس للتفاكر والتفاهم حول العلاقات الثنائية السودانية الأمريكية وهذه الخطوة كفيلة بأن يستمع أعضاء من الكونغرس مباشرة إلى عينات من الشعب السوداني ومن ثم تحديد موقف أمريكا من الحصار الاقتصادي ألآحادي بعد أن يتعرفوا عن قرب على المعاناة التي يتسبب فيها للشعب السوداني وبالأخص للأطفال والمرأة والفقراء، فالحكومة السودانية ليست المتضررة الوحيد بل قطاعات الشعب الدنيا هي الأكثر ضرراً وإذ ما نجحت هذه الدبلوماسية الشعبية في تغيير مواقف الأعضاء في الكونغرس فإن النتائج ربما تكون إيجابية جداً أو من المستقبل القريب وبذلك تكون هذه الدبلوماسية الشعبية قد نجحت في رفع الحصار عن السودان الذي فشلت فيه الدبلوماسية التقليدية على مرور السنوات لكن هناك شرطاً أساسياً للنجاح وهو ضرورة  ترتيب أوراق الوفد الشعبي قبل مغادرة الخرطوم لأن الأمريكيين سوف يسألون في البداية ماذا تريدون؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق