الأربعاء، 18 فبراير 2015

إذا لم ينخفض الدولار

من أخطر أحاديث كبار المسؤولين في الدولة تلكم التي تستخدم الفعل المضارع وخاصة في قضايا لا يملكون كل التحكم فيها أو لا يستطيعون التحكم فيها بشكل كامل وقوي.
الخطورة أن عدم تحقق الوعد أو الفعل المضارع أنه ربما يكون أكثر خطورة بحيث تضيع أو يصعب حل القضية محل الحديث.. نتذكر هنا الحديث عن تحرير مواقع يحتلها المتمردون وضرب مواقيت محددة لها.
أعلن وزير المالية (بشرى) للشعب السوداني وقال إن الدولار سينخفض قريباً ولا أعلم هل البشرى المعنية هي هبوط الدولار أم أن الدولار سيهبط وايضاً ستقع بشرى أخرى لا أحد يتمنى غير هذا الكل يريد لهذا الدولار أن يهبط إلى الأرض.
وأضيف أن أداء وزارة المالية كان مميزاً في الفترة الماضية وأن ترتيبات وإجراءات مالية عديدة نجحت وحوصر التضخم وإنحسر بدرجات كبيرة، ولكن أمر الدولار أخطر.
الدولار ليس عصياً على الهبوط ويمكن أن يهبط عبر سياسات وإجراءات مالية ونقدية وهذه تصلح معها البشارة والانتظار.
ولكن إذا لم يتحقق الوعد ربما يطير بدلاً من أن يهبط.
التغيير المهم والأكبر والمرجو أن يكون هبوط الدولار هو مما يدرك ويحس ولا يكون فجائياً أو مخفياً يتم عبر بشارة وإن كانت حقيقية.
ذلك أنه فرق بين هبوط وهبوط.. الهبوط بالأعمال الإدارية مهم ومفيد ولكنه ليس كافياً ولا حاسماً.
الحاسم في أمر الدولار أن نكون أمة قادرة على أن ننتج إنتاجاً واضحاً محسوساً عبر تحوله إلى عملات أجنبية تنتج عن بيع سلع سودانية في الأسواق الخارجية وتكون محصلتها دولاراً يهبط خزينة وزارة المالية.
هذه هي البشارة الحقيقية في بيئة الاقتصاد السوداني الحالية التي يزيد فيها الاستهلاك وترتفع فاتورة الاستيراد وتزيد الأعباء.
نستبشر بحسن إدارة وزارة المالية ووزير المالية ولكن نخشى البشريات ألا تقع ونخشى أن تكون الآمال الكبيرة عرضة لتختصر في نتائج ليست لها صفة الاستمرار والاستقرار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق