الخميس، 25 سبتمبر 2014

السودان و 155 ألف برميل يومياً من النفط!

توقع خبراء إقتصاديون ان يصل انتاج السودان من النفط بنهاية العام الحالي 2014 لحوالي 155 ألف برميل يومياً. ارتفاع انتاج السودان من النفط الى هذا الرقم الكبير نسبياً مرده الى مشارفة العمل في حقل سفيان النفطي الى الانتهاء بنهاية العام الحالي وهو حقل يدخل فى الانتاج بكميات كبيرة، اشار اليه وزير النفط السوداني مكاوي عوض اشارة ذات مغزى فى معرض حديثه عن اقتصاديات النفط والماضية بإتجاه التطور في السودان.
ويشير الوزير أيضاً الى ان المسح الزلزالي فى حقول شوكة بمربع 6 النفطي قد بدأ؛ وهو مسح ثلاثي الابعاد ومن المتوقع ان يسفر عن حقل جديد. وفى ذات المنحى يقول والي شمال دارفور عثمان يوسف كبر ان عمليات التنقيب فى حقل (النخيلة) في مربع 12 بشمال دارفور تجاوز مرحلة الانتاج التجريبي وبات قريباً من الانتاج الفعلي على المدى القريب جداً وتأكيداً لذلك يشير الوالي الى تمام ربط آبار حقل النخيلة بأنابيب النفط الرئيسية المعدة للتصدير فى ميناء بشاير بشرقيّ السودان.
إذن نحن أمام تطور كبير ولافت فى مجال الانتاج النفطي في السودان إذ لن يكون انتاج هذه الكمية التى تفوق الـ155 ألف برميل أمراً عابراً فهو يعني فيما يعني ان السودان قد استرد عافيته الانتاجية من الخام الاسود ذي العائد المؤثر اقتصادياً على مستوى العالم.
ويقول الخبراء في هذا المنحى ان بلوغ السودان لهذه الكمية من الانتاج جاء نتاجاً لجهود حثيثة لم تتوقف منذ ان تقرر انفصال جنوب السودان 2011 وبدا واضحاً حينها ان غالب حقول النفط الواقعة فى تلك الرقعة سوف تؤول الى دولة جنوب السودان الوليدة.
وتشير ذات المصادر المطلعة بوزارة النفط السودانية الى ان استمرار عمليات التنقيب والمسح الثلاثي الابعاد في مربعات اخرى جديدة فى مناطق مختلفة من السودان تمضي قدماً وبسلاسة باتجاه توسيع نطاق الانتاج النفطي في السودان ليصبح النفط مورداً اقتصادياً داعماً لموارد اقتصادية اخرى تتمثل في الزراعة والثروة الحيوانية التى يتمتع بها السودان بقدر وافر منها.
ومن المفروغ منه ان نجاح السودان في انتاج كميات وافرة من النفط بنهاية العام الجاري سوف يجعل منه بلداً اقتصادياً متميزاً بجانب الثروة الزراعية. كما أن اجرة تصدير البترول الجنوبي التى يدعم بها السودان حالياً موازنته العامة لن يكون لها أثر -وجوداً أو عدماً- حال نجاحه فى بلوغ كمية النفط المشار اليها.
من جانب ثاني فإن بلوغ السودان انتاج هذه الكمية من النفط من الممكن ان يقود الى تحسن ميزانه التجاري -جراء التصدير- ونجاحه فى تغطية موازنته العامة التى عانت في الفترة الماضية من الاختلال جراء خروج النفط الجنوبي منها.
وعلى اية حال فإن السودان برأي الخبراء الاقتصاديين موعود بطفرة انتاجية وتنموية فى مجالات شتى على المدى القريب وتحديداً في الفترة الممتدة من الآن الى 5 سنوات قادمة من المنتظر ان يصل فيها الى ذروة نجاحاته الاقتصادية، خاصة إذا نجح -عقب مجريات الحوار الجارية الآن- فى خلق استقرار أمني وسياسي يشمل انحاء متفرقة من أرضه وأطرافه التى عانت حرباً لما يقارب النصف قرن من الزمان.
ومن البديهي ان هذا التطور الكبير والذي يستحق الاشادة جاء نتاجاً لجهود مضنية، إذ ليس سهلاً على بلد يعيش حروباً متصلة على اطرافه ان ينهض بقوة فى فترة يمكن اعتبارها فترة قصيرة وغير كافية للتعافي من الجراح!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق