الأحد، 26 نوفمبر 2017

قطار الجزيرة .. بداية انحسار حوادث طريق الموت

قطاع السكة الحديد، من القطاعات التي كانت تعتمد عليها البلاد بصورة أساسية وتلعب دوراً محورياً في نقل البضائع والركاب ، خاصة فيما يلي نقل السلع من مناطق الإنتاج الى مناطق الاستهلاك، بتكلفة أقل مما أسهم سابقاً في تحقيق استقرار في الأسواق وانخفاض للأسعار لقلة التكاليف عكس ما يحدث من تصاعد للأسعار. 
عندما التقت عجلات قطار النيل بقضبان الخرطوم في يناير من العام 2014م وهو الأول من نوعه منذ سنوات طوال بهدف إعادة الحياة لشبكة السكة الحديد في السودان، وقد وجد إقبالاً كبيراً واحتسبت الخطوة لوزارة النقل وهيئة السكك الحديدية حينها لما للتنقل عبر القطارات من انعكاسات إيجابية ونفسية للمواطن، فأثرت الهيئة مرة أخرى بأن تطال النقلة الى ولاية الجزيرة عبر «قطار الجزيرة وبعد إكمالها لكافة الخطوات واقتراب تدشينه على أرض الواقع لتقليل حالة الازدحام التي تطال طريق «مدني ـ الخرطوم» وتحصد العديد من الأرواح فكانت النقلة والتي وصفها م.عمرو هاشم ـ مدير مشروع قطارات الجزيرة ـ في حديثه (للإنتباهة) بالمتطورة، وقال إن القطار الواحد يحتوي على 8 قطع القطعتين الأوائل تسمى قاطرات لسحبه وست عربات تتسع العربة لعدد 72 راكباً، والقطر يتسع لعدد 432 راكباً ومجموع القطرين 864 راكباً ، 
وقال إن القطر لديه في اليوم الواحد عدد من الرحلات عبر خمس محطات تبدأ من الخرطوم والثانية في المسيد ومن ثم المعيلق والحصاحيصا وأخيراً مدني. وخط السير من مدني الى الخرطوم والعكس. وأكد عمرو أن فكرة القطار نبعت من كثرة الحوادث التي تقع على الطريق وبالتالي أصبح الهدف تقليل حوادث سير المرور في طريق الخرطوم مدني، وقطع عمرو بأن التكلفة الكلية للقطار حتى اكتمال مراحله النهائية سيتخطى الـ 50 مليون يورو لظهور محطات جديدة لم تكن موجودة إضافة لاستاندر السكك الحديدية. وأكد أن السكة الموجودة ستتحمل القطار الحديث بسرعة 120 كيلو متر في الساعة ونسعى ليسير بأقل سرعة من ذلك للقرى الموجودة على طول السكة الحديد. 
ومن جانبه أكد الخبير الاقتصادي د.محمد الناير أن قطار الجزيرة إضافة حقيقية لأنه من المفترض أن يكون النقل عبر السكة الحديد أرخص من النقل البري إلا أنه «وحسب ما صرح» إن قيمة التذكرة 50 جنيهاً واذا كانت هذه القيمة أعلى من تذاكر البصات السفرية فلا فائدة مرجوة ، حتى وإن كانت كل وسائل الراحة متوفرة فيه إلا أنه من المفترض أن يكون مالياً أقل من وسائل النقل الأخرى ، وأشار الناير الى أهمية أن تكون مدته الزمنية معتدلة مقارنة بالبصات السفرية وألا يتأخر حتى يصبح جاذباً لأنه لا يصبح جاذباً إلا لشخص ليس لديه قيمة للوقت ولا ينفع مع من يستعجل لإنجاز مهامه وهي أهم العناصر ليصبح القطار فاعلاً. وأضاف:القطار فيه نسبة أمان أكثر والناس تطمئن له أكثر الى حد ما، وهذا يتوقف على الفترة الزمنية للرحلة لأن القضية ليست في القطار، بل في السكة حديد نفسها والمسافة بين القطبين وهي لا تعطي السرعة العالية المطلوبة وهي لا تتوافق مع المواصفات العالمية. وكان قد كشف م.إبراهيم فضل عبدالله ـ مدير إدارة هيئة السكك الحديدية بوزارة النقل والطرق والجسور، خلال تدشين قطار الجزيرة عن نقل 350ألف راكب و3 ملايين طن بضائع بحلول العام القادم بعد التوقيع على العديد من الاتفاقيات مع الشركات العالمية، آملاً في النهوض بالقطاع ، وقال إن قطار الجزيرة يشمل بابورين وأربعة عربات ركاب صنع في الصين بتكلفة 12 مليون يورو، لافتاً الى أن العمل بالخط سيبدأ بنهاية شهر ديسمبر المقبل، موضحاً أن الخط الجديد سيخفف من حدة معاناة السفر ويقلل من خطورة الحوادث ويسهم في سرعة السفر. 
وحدد فضل تذكرة السفر بـ 50 جنيهاً من الخرطوم الى مدني إنفاذاً لرؤى وخطط واضحة للسكة الحديد تستفيد منها الجهات والزبائن التي تتعامل مع السكة الحديد بجانب تحسين كل الخطوط بالبلاد وربط السودان بدول الجوار. وأشار تدشين خط الخرطوم مدني له دلائل كبيرة لكونه سينقل المنطقة نقلة نوعية وأن طول الخط يبلغ 174 كيلومتراً إضافة الى تأهيل 1390 كيلومتراً أخرى لتسهم في مجاراة المواكبة والتطور. وشدد مدير السكة الحديد على أهمية اهتمام الدولة بالسكة الحديد، وقال إن عدم الاهتمام كان عقبة تواجه تطور السكة الحديد وأن رفع العقوبات عن السودان أسهم في حل كثير من المشاكل، وأصبحنا نفاوض الصين في وضع مريح وبدون ضغوطات، وأصبحنا نحصل على أفضل الأجهزة والأسعار، وأكد تركيز السكة الحديد على الدولة المغلقة لربطنا بالموانئ العالمية ، وقال إن عدم تأهيل خط سكة حديد مع دولة الجنوب بسب دولة الجنوب نفسها، قائلاً إن دولة الجنوب لم تستطع توفير تأشيرة للمهندسين السودانيين لتأهيل الخط ، وأكد أن المشروعات التي أنجزتها السكة الحديد في العام 2017 م تعد من أكبر مشروعات العام الماضي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق